الاستيطان في أريحا والأغوار ج 2

«إسرائيل» ما بين الفكرة والدولة القومية « 43»

  • «إسرائيل» ما بين الفكرة والدولة القومية « 43»

اخرى قبل 5 سنة

«إسرائيل» ما بين الفكرة والدولة القومية « 43»

عبدا لحميد الهمشري *

الاستيطان في أريحا والأغوار ج 2

منذ الأيام الأولى للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في حزيران 1967 وضعت إسرائيل استراتيجيتها الأمنية والسياسية خاصة لخط نهر الأردن والمنطقة الملاصقة لها الأغوار حيث حدد قادتها شكل الخريطة الاستيطانية لها، وكان الهدف من وراء ذلك استهداف الأغور أرضاً وسكانا لأهمية ولحيوية المنطقة والممتدة من بيسان في أقصى شمال الضفة وصولاً إلى البحر الميت في الجنوب، فكان مشروع «آلون» الذي جعل المنطقة لوقوعها بمحاذاة الحدود الشرقية لفلسطين محط أنظار الاحتلال وقادته معتبرة نهر الأردن الحد الشرقي المحتمل لإسرائيل، فجاء هذا المشروع منذ 26/6/1967 أي بعد أسبوعين من احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، بهذا فإن هذا المشروع كان الوثيقة الأولى التي وضعت من أجل وضع تصور لخطة عمل اتخذت منها الحكومة الإسرائيلية قراراً لمعالجة الوضع الناشئ عن حرب حزيران 1967.

ووفقا للاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية فقد اعتبرت مستوطنات الخطوط المتوازية، أولى المستوطنات نشوءاً في المنطقة، فبنيت ضمن خط مستقيم المستوطنات الموازية لنهر الأردن، التي تبدأ في مستوطنة محولا شمال الغور، ومستوطنة شديموت محولا لتتصل بالخط المستقيم نفسه مع معسكر رويتم، ومعسكر يابوق، ومستوطنة حمدات وصولًا إلى مستوطنة أرجمان، ثم مسؤاه، ويافيت، ثم بتسائيل، وتومر، ومستوطنة جلجال جنوباً. كل هذه المستوطنات تقع على خط موازٍ لنهر الأردن، ولا تبعد عنه أكثر من 5-10 كم فقط، ويقابل هذا الخط الاستيطاني خط موازٍ له، يشمل مستوطنات الظهير الداعمة له، وهي المستوطنات التي تعلو المنحدرات الشرقية لجبال نابلس وطوباس، تبدأ شمالاً بمستوطنة روعي، ثم بقعوت المقامة على أراضي طمون، تتصل عبر شارع استيطاني يخترق الغور مع مستوطنة الحمرا، والحمرا (ب)، فمستوطنة مخورا، جتيت، فمستوطنة معاليه أفرايم (مركز مستوطنات الأغوار) التي تعتبر المركز الحضري والصناعي الزراعي، الذي يحتوي على المراكز الإدارية التي تدير مركز مجلس إقليمي (وادي الأردن)؛ ثم مستوطنة مجدوليم، ويوازي هذا الخط الاستيطاني خط طولي آخر يبدأ من الشمال بمستوطنة حومش (المخلاه حاليًا)، متصلاً مع مستوطنة شافي شمرون، ويصل عبر طريق التفافي مع مستوطنة قدوميم، التي تتصل عبر طريق آخر يخترق الجبال، مع مستوطنة عمانوئيل، ومستوطنة رفافا، وبركان، لينتهي هذا الخط في مستوطنة أرئيل ومستوطنة بدوئيل، فهذه الخطوط الطولية الاستيطانية تشكل موانع وحواجز أمنية، وخطوط دفاع متقدمة، ضمن خطة استراتيجية من خمسة خطوط، الأول  منها يسيطر على منطقة الحدود الشرقية مع نهر الأردن، والثاني يحمي الخط الأول بمستوطنات الظهير، ويدعمه الثالث الموازي له، الذي يخترق التجمعات السكانية العربية، فيشكل مانعاً طبيعياً أمام تواصل هذه التجمعات، ويمنع تطورها، والرابع يقطع طولياً غرب نابلس، ويشكل ساتراً أمنياً، في غرب المنطقة، والخامس: يوازي الخط الأخضر، ويطل على السهل الساحلي، ليحمي العمق الإسرائيلي (خطة النجوم السبعة)، فهذه الخطوط مجتمعة تخدم الهدف الأمني والسياسي للاستيطان الإسرائيلي.

* كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني

 

التعليقات على خبر: «إسرائيل» ما بين الفكرة والدولة القومية « 43»

حمل التطبيق الأن